من أبرز قيادات العمل الخيري والإسلامي في اليمن، استحق لقب “أبو الفقراء” لأعماله الإنسانية في رعاية الأيتام والفقراء والمساكين. سجنته أميركا بضع سنوات قبل أن تبرئه المحكمة.
- ولد الشيخ محمد علي المؤيد عام 1948 في منطقة بني بهلول بخولان الطيال بمحافظة صنعاء، وخولان من أشهر القبائل اليمنية، وكان والده معلما في “المعلامة” أو الكتاتيب.
- التحق بمدرسة الأيتام في صنعاء وواصل دراسته الإعدادية والثانوية في مدرسة عبد الناصر، ثم الجامعية في قسم الدراسات الإسلامية حيث نال درجة البكالوريوس.
التوجه السياسي
ينتمي محمد المؤيد لحزب التجمع اليمني للإصلاح، وكان عضو مجلس الشورى بالحزب.
الوظائف والمسؤوليات
عمل الشيخ المؤيد مديرا عاما للوعظ والإرشاد في وزارة الأوقاف حيث تقلد عدة مسؤوليات، منها مستشار الوزارة.
وأثناء عمله بالوزارة، نشط على مستوى الدعوة والإرشاد، كما كان إمام المسجد الرئيسي في صنعاء.
انتخب المؤيد عضوا بمجلس النواب وسبق له العمل في مجال القضاء. - يعد المؤيد من الشخصيات الاجتماعية البارزة في اليمن، كما أن مركز ومسجد الإحسان في حي الأصبحي جنوبي صنعاء، الذي يديره ويشرف عليه المؤيد، من أبرز المراكز لكفالة الأيتام والأسر الفقيرة، حيث كان يضم مؤسسة لكفالة الأسر الفقيرة ومخبزا خيريا لإطعام الفقراء يوميا، وكان يستقبل التبرعات خصوصا في شهر رمضان ويكفل آلاف الأسر على مستوى العاصمة وضواحيها.
إلى جانب ذلك كان محمد المؤيد يدعم الأسر الفقيرة وتنظيم الأعراس الجماعية، فأطلق على الشيخ كنية “أبو الفقراء” لكثرة ما كان ينشغل بهم ويقدم لهم.
في الانتخابات البرلمانية عام 1997 نافس المؤيد في دائرته الانتخابية وفاز فيها، إذ تميز بحضور في أوساط رجال القبائل.
في محطة حاسمة، اعتقل المؤيد حينما استدرجه عميل للمخابرات الأميركية يدعى العنسي إلى ألمانيا بدعوى مساعدته في العلاج، وتعريفه على مسلم أميركي يود دعم مشاريعه الخيرية في اليمن، لكن الدعوة كانت مجرد فخ من المخابرات الألمانية التي اعتقلته مع مرافقه محمد زايد في مطار فرانكفورت يوم 10 يناير/كانون الثاني 2003، حسبما روى محاموه.
سلم المؤيد للسلطات الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني من ذلك العام حيث أدانته بـ”دعم الإرهاب، وتقديم دعم مادي وموارد لحركة حماس الفلسطينية وتنظيم القاعدة”، لكن هذه الإدانة ألغيت في محكمة الاستئناف عام 2008، بعد أن قضى بضع سنين في السجون الأميركية، كانت كفيلة بتدهور حالته الصحية.
وقد أثار توقيفه موجة من الغضب في الشارع اليمني الذي تضامن معه بقوة ونظمت حملات خارجية للمطالبة بإطلاقه.
بالفعل قضت المحكمة الأميركية بإلغاء الحكم الابتدائي في حق محمد المؤيد، وشككت في شهادات الشهود، كما لفتت إلى أن الدعم الذي قدمه المؤيد لفصائل مسلحة قد يكون أثناء فترة الوجود السوفياتي في أفغانستان وقتال تلك الفصائل للسوفيات.
وتعليقا على فترة سجنه بأميركا، قال رئيس لجنة الدفاع عن المؤيد الشيخ حمود هاشم الذارحي إن “أغلب الأمراض التي عانى منها المؤيد أصيب بها أثناء إقامته في سجون الولايات المتحدة الأميركية التي لم توله أي عناية صحية أو إنسانية تذكر” .
بعد براءة الشيخ محمد المؤيد من التهم المنسوبة إليه ما عدا تهمة “جمع أموال لحركة حماس” التي أقر بها، رحل إلى اليمن عام 2009 واستقبل في صنعاء استقبال الأبطال حيث تجمهر الآلاف ابتهاجا بعودته. - توفي المؤيد يوم السبت 12 أغسطس/آب 2017 في أحد مستشفيات مكة المكرمة بالسعودية إثر صراع مع المرض الذي أصابه بسبب سجنه ست سنوات في أحد السجون الأميركية.
وإثر نبأ وفاة المؤيد بعث الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي رسالة تعزية ومواساة لعائلته.
وأكد هادي في رسالته التي نشرتها وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” أن “خسارته (المؤيد) في المرحلة الراهنة كبيرة على الوطن الذي كان في أمسّ الحاجة له”.
كما قدم اللواء علي محسن الأحمر نائب الرئيس اليمني العزاء بوفاة المؤيد، حسب الوكالة الرسمية.
ونعى التجمع اليمني للإصلاح للشعب اليمني الشيخ محمد المؤيد، واعتبر الإصلاح رحيل الشيخ المؤيد في هذا الظرف الصعب الذي يمر به البلد خسارة فادحة على الحزب والوطن عموما.