من مواليد أشمون منوفية عام 1940 تخرج من كلية الطب القصر العيني وكان من النابغين المتفوقين.. أبوه هو الشيخ محمود عرفه وكان عالما ً من علماء الأزهر الشريف .
- نشأ الدكتور شكري في منزل يحث علي العلم ويحض علي الفضيلة.. وكان من أوائل الثانوية العامة ثم من أوائل دفعته في كلية الطب حتى أصبح معيدا ً.. وتخصص في جراحة الأطفال ويعد من أوائل جراحي الأطفال في جمهورية مصر العربية.
بدأ عيادته بأشمون وكان يأتيه أناس من جميع أنحاء الجمهورية وأجرى عمليات لأناس من السعودية وقطر والأمارات وغيرها . - مسجد صلاح الدين الذي تبلغ مساحته قرابة الألف متر كان هو اللبنة الأولي التي وضعها الدكتور شكري لتكون البداية الحقيقة للعمل الدعوي في أشمون.
وكانت هذه المنطقة بركة مياه ومكان لتجمع القاذورات من كل أنحاء أشمون.. فبدأ يفكر في تخصيصها لبناء مسجد وبذل في سبيل ذلك مجهودا ً لا يوصف.. حتى أنه أثناء البناء كان يحمل الطوب والرمل والزلط.. وكان أهل القرية يقولون إذا كان أستاذ الجامعة يفعل ذلك.. أفلا نفعل نحن؟.
بعد بناء المسجد كانت المفاجأة التي أحدثت صدمة للدكتور شكري أن الناس لم تتوافد علي المسجد كما كان يتصور وإنما أعداد بسيطة للغاية وجميعهم أعمارهم قد تخطت الستين.. وظل هذا الأمر يشغل باله ويسيطر علي تفكيره إلي حد بعيد .
حدث لقاء بين الدكتور شكري والشيخ إبراهيم عزت وتحدث معه في هذه المشكلة.. وفهم منه أن من يأتي إلي المسجد هم الراغبون في الهداية وهم نسبة قليلة وبسيطة.. وهناك غير الراغبين وهؤلاء لا يأتون إلي المساجد وهم السواد الأعظم.. ولابد من الذهاب إليهم والتحرك نحوهم. ومن هنا آتت الفكرة للدكتور شكري.. فقال: “أساس عملنا هو الاهتمام بالدعوة خارج المسجد”. وبدأ يتحرك هو ومن معه في الشوارع والقرى والميادين وزاد عدد رواد المسجد بشكل كبير .
- وفي أحد اللقاءات بالمسجد كان د. شكري يلقى درسا وكان بليغ اللسان حسن المنطق وكان المسجد قد امتلأ عن آخره.. فقال في أخر كلامه:
“إن شاء الله ربنا هيفتح والخير هيزيد وفي خلال عام سنقول أن هؤلاء سيذهبون إلي الهند للدعوة إلي الله وهؤلاء إلي فرنسا.. وهؤلاء إلي السودان”.
فكان ممن معه فى عمل الدعوة يقولون: إن الشيخ يبالغ وأن هذه أحلام قد تكون بعيده المنال ، فلم يمر عام إلا وتحققت أحلامه. - زار الدكتور شكري فى عمل الدعوة أكثر من خمسين دولة.. فتحرك لجميع دول جنوب شرق أسيا.. والدول العربية وأوربا بالكامل.. واستراليا، وأمريكا الجنوبية والشمالية وكثير من الدول الأفريقية.
- كون الدكتور شكري مجموعة من 8 أفراد وقال سنذهب إلي روسيا وكان ذلك عقب سقوط الشيوعية وبالتحديد عام 1992.. فاعترض الجميع وقالوا: إنها بلد مغلقه ولا نجيد حتى لغة أهلها فأصر علي الذهاب.. وقال: أن من يتحرك بدعوته إلى الله يسخر الله له الكون كله.
- بعد الثورة الشيوعية ألغيت المساجد وتحولت إلي حظائر ومخازن وإسطبلات للحيوانات.. ولم يبق في موسكو سوي مسجدين احدهما المسجد الكبير والآخر مسجد التترستان.
وروسيا أبقت علي هذين المسجدين كواجهة سياسية لها وكان الناس يتخفون بإسلامهم الذي لم يبق لهم منه سوي اسمه فقط.. فلم يكن يصلي في المسجد 3 أو 4 علي أقصي تقدير.. وكان الوضع مترديا ً للغاية وكان ممن معه يرون أن النجاح في تحقيق الهدف من المستحيلات فضلاً عن عدم وجود لغة تواصل بينهم وبين الروس.. ولم نخف هذه المشاعر عن الدكتور شكري.. وقال : هذا سبيل الله وليس سبيل شكري عرفة! - انتقل د. شكري ومن كان معه من موسكو إلي تترستان..فوجدوا المساجد قد تحولت إلي مخازن للأعلاف وإسطبلات للخيل، وكانت الشيوعية قد ذبحت العلماء وهددت كل من يعلن إسلامه أو يقيم شعائر الدين.
واستقبلهم أهل هذه البلاد بحفاوة حتى قدمت امرأة وسط الزحام عمرها تجاوز التسعين سنة وهي تبكي وأخرجت من جيبها ورقة مكتوب فيها “لا إله إلا الله محمد رسول الله”.. وقالت: بعدما قتلوا زوجي خبأت هذه الورقة. - وفاة الدكتور شكري عرفة ؟
يروي الدكتور محمد بكر أحد أصدقائه المقربين : في يوم وفاة الدكتور شكري كان طبيعي جداً حتى أنه اشتغل 3 عمليات وأجل 3 عمليات أخرى ، وعاد إلي بيته وبعد صلاة العشاء نزل هو وزوجته وداعبها قائلاً: سأتزوج اليوم عروس جميلة جداً، وظنت أنها دعابة.
وركبا السيارة وهم يتبادلون أطراف الحديث وعند عزبة الأهالي بجوار أشمون أحس بألم شديد في صدره فاستعانت زوجته بالأهالي الذين نقلوه لأقرب منزل واتصلوا بي مباشرة وقالوا لي: أن الدكتور شكري مريض جداً وهو الآن في عزبة الأهالي فأسرعت بسيارتي إليه.. وقبل وصولي بحوالي كيلو متر واحد اتصلوا واخبروني أن الدكتور توفاه الله.
توفى د. شكري عرفه يوم الخميس 8 أكتوبر 2009 وشيعه عدد غفير من جميع أنحاء الجمهورية .