تم تشكيل «جيش المجاهدين» من المكوّنات التالية: الفرقة التاسعة عشرة في الجيش الحر – تجمع فاستقم كما أُمِرت – كتائب نور الدين الزنكي الإسلامية – وحركة النور الإسلامية في مطلع عام 2014 م بقيادة توفيق شهاب الدين، قائد حركة نور الدين الزنكي، الذي عُين قائدًا عامًا للتشكيل، كما عُيّن المقدّم محمد بكور جمعة «أبو بكر» قائدًا عسكريًا، لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» في مدينة حلب وريفها، ويعد جيش المجاهدين الفصيل الأقوى في حلب، والأكثر عددًا وتوزّعًا على جبهات القتال في حلب وريفها، إلا أن التخبطات الداخلية قلصت أعداد الجيش، وأدت لانسحاب حركة نور الدين الزنكي، ثم انسحاب تجمع ألوية فاستقم.
ولكن جيش المجاهدين بقي الفصيل الأكبر في حلب وريفها بقوام أربعة آلاف مقاتل تقريبًا، ينضوون تحت خمسة تشكيلات هي ما باتت تكوّن جيش المجاهدين الآن: لواء الأنصار، كتائب الصفوة الإسلامية، لواء أمجاد الإسلام، حركة النور الإسلامية، لواء جند الحرمين.
وما أن أعلن تشكيل جيش المجاهدين حتى بدأ على الفور حملة على تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وهو ما دفع كثيرًا من المراقبين إلى الاعتقاد أن داعمين خليجيين شكلوه للتصدي للجماعة المتشددة.
ويعتمد جيش المجاهدين في تمويله على مصادر مختلفة أهمها الدعم الحكومي الرسمي مما يعرف بغرفة «الموم» (هي غرفة في تركيا، تضم ضباط استخبارات أتراكًا، وسعوديين، وقطريين، وبريطانيين، وفرنسيين، وأميركيين، ومثيلتها في الأردن تسمى «الموك»([1])).
ويمتلك أكبر ترسانة عسكرية من الأسلحة الثقيلة في مكونات الجبهة، وعدد كبير من الأسلحة المتوسطة والآليات التي اغتنمها من معاركه مع قوات النظام في حلب وريفها.
من الناحية الإيديولوجية لا توجد مرجعية فكرية واضحة للجيش، إلّا أنّه يمثّل تيارًا شبابيًا إسلاميًا صاعدًا وقريبًا من نمط التديّن السائد في حلب وريفها، ويضم تحت لوائه فصائل صوفية التوجه مثل: كتائب الصفوة الإسلامية، وفقًا لمصادر محلية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) في 15/2/2015م نشر موقع الجمهور أن مصادر ديبلوماسية غربية وعربية كشفت له معلومات مثيرة تنشر للمرة الأولى، حول وجود تحالف خفيّ بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية في كل من سوريا والعراق واليمن.
وأكدت المصادر أن غرفة العمليات السريّة الموجودة في العاصمة الأردنية (بإدارة أمريكية)، أصدرت مؤخرًا أوامر غير معلنة إلى قوات المعارضة السورية في محافظة درعا الجنوبية (يقدر عناصرها ب ٣٥ ألفا)، لوقف تقدمها نحو دمشق، بعد أن حققت هذه القوات انتصارات كبيرة في منطقتي الشيخ مسكين والقنيطرة.
وقالت المصادر: إن «طائرات إسرائيلية من دون طيار قدمت هي الأخرى دعما معلوماتيًا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد».
وأضافت أن «واشنطن رفضت طلبًا سعوديًا لتزويد المعارضة ب10 صواريخ مضادة للطيران، لتلافي البراميل التي تقتل آلاف المدنيين، مع أن هنالك ضمانات بوجود ضباط سي آي إيه لمنع تسرب الصواريخ لجهات متطرفة».
وقال مصدر عربي كبير لموقع «الجمهور»: إن «الأميركان قالوا بصراحة: إننا لا نريد إغضاب إيران».
وأضاف أن «طائرات درونز أمريكية تعتمد على معلومات استخبارية يقدمها الحرس الثوري الإيراني، لمحاربة داعش في سوريا والعراق، كما أن هذه المعلومات يتم تأمينها للأمريكان أيضًا من قبل الحوثيين باليمن».