تتميز غرفة عمليات «جيش الفتح» بالقيادة العسكرية الواحدة التي تصدر الأوامر إلى كافة الفصائل المكونة للجيش، وكانت باكورة معاركه «غزوة إدلب» التي أسفرت عن سيطرة مقاتلي «جيش الفتح»، على المدينة، وإخراج قوات النظام منها بعد أربعة أيام فقط من إعلان تأسيسه و صُنفت هذه المعركة ضمن الانتصارات العسكرية والاستراتيجية الكبرى التي حققتها الثورة السورية منذ اندلاعها عام 2011.
وفي يوم 22 نيسان أعلن «جيش الفتح» خوض معركة تحت اسم «معركة النصر» للسيطرة على مدينة «جسر الشغور» الاستراتيجية لنقل المعركة مستقبلا إلى القرى والبلدات الموالية للنظام
وفي 27 نيسان 2015 أعلن «جيش الفتح» نجاحه في «تحرير» معسكر معمل القرميد الاستراتيجي في إدلب الذي يقع على طريق حلب دمشق الدولي، وغنم مقاتلوه أعدادًا من الأسلحة الثقيلة (الدبابات والمدرعات ومدافع) التي بقيت سالمة داخل المعسكر
يعتمد «جيش الفتح» في تسليحه على ما يغنمه من عتاد في معاركه ضد النظام السوري، ويشتكي قادته من نقص الدعم بـ«السلاح النوعي» الذي يُقصد به «مضادات الطيران»، مؤكدين أنه إذا وصل إلى الثوار فيمكن أن يغيِّر المعادلة في أيام قليلة.
العودة الجديدة:
تتمثل أبرز المعارك التي خاضها جيش الفتح بـ( معركة المسطومة – معركة أريحا – معركة سهل الغاب – حصار الفوعة وكفريا – معركة مطار أبو الضهور – معركة مورك – ومعركة ريف حماة الشمالي بتاريخ 6 تشرين الثاني 2015). بعدها أصاب الجيش شيء من الركود بسبب خلافات كبيرة دبت في صفوف فصائله، أبرزها الاتهامات التي وُجهت إلى «جند الأقصى» بالتعاون مع تنظيم «الدولة»، التي قوبلت من «جند الأقصى» بتخوين بعض فصائل «جيش الفتح»، لمشاركتها في مؤتمر الرياض. وفي أيار 2016 عاد الجيش بحلة جديدة وجسم جديد، ضامًا الحزب التركستاني وفيلق الشام، فيما غاب عن جيش الفتح المتجدد فصيل جند الأقصى، ليضم كلاً من الفصائل التالية: أحرار الشام، جبهة النصرة، فيلق الشام، لواء الحق، أجناد الشام، الحزب الإسلامي التركستاني، جيش السنة. واعتبر مراقبون أن «عودة جيش الفتح في هذا التوقيت تُعد حدثا بارزًا، لا سيما بانضمام الحزب الإسلامي التركستاني إلى التشكيل»، ويتميز المقاتلون التركستان بشراستهم في القتال، وبأعداد الانغماسين الكبيرة لديهم، وهو ما يفسر ضمهم إلى غرفة عمليات «جيش الفتح». ومن المقرر أن يركز جيش الفتح بعودته الجديدة في معاركه على ريف حلب الجنوبي، والغربي، وريف حماة، والساحل؛ لإنهاك قوات نظام الأسد فيها، ومنعها من شن عمل عسكري واسع على مدينة حلب التي تتعرض لحملة قصف عشوائية من قبل الطائرات الروسية وطائرات الأسد.
- عقب انتهاء معارك إدلب وتحقيق المهمة التي من أجلها تشكل جيش الفتح؛ دبت الحالة الخلافية والاغتيالات بين فصائله لينتهي بتفككه، وما إن بدأت الميليشيات الشيعية تحضر لعملية عسكرية كبرى في حلب حتى باتت عودته من جديد ضرورة محتمة، ليأخذ على عاتقه تولي جبهات ريف حلب الجنوبي ضد الميليشيات الشيعية في بلدات: العيس، والحاضر، وخان طومان، وبرنة.
وجيش الفتح الجديد ليس كسابق عهده من حيث العدد؛ حيث إن جيش الفتح الحالي يقارب تعداد مقاتليه حسب تقديرات داخلية بخمسة ألاف مقاتل أغلبهم من فصائل أحرار الشام، وجبهة النصرة، وفيلق الشام، وأجناد الشام.
وقد كان لجيش الفتح دور كبير في إيقاف زحف قوات نظام الأسد والميليشيات الشيعية المتحالفة معها من إيران والعراق ولبنان، على حلب في نيسان 2016.