دخل أبو عبد العزيز القطري إلى سوريا بعد عدة أشهر من انطلاقة الثورة السورية، برفقة ابنه، الذي لقي حتفه في اشتباكات مع قوات النظام السوري.
وأسس أبو عبد العزيز القطري مع «أبو محمد الجولاني» «جبهة النصرة لبلاد الشام»، لينشق بعد ذلك عن جبهة النصرة ويشكل تنظيم «جند الأقصى الذي ظهر في بداية تشكله في ريف حماة، كفصيل متشدد أقرب فكريًا إلى تنظيم الدولة، وما لبث أن زحف باتجاه ريف إدلب؛ حيث كان ظهوره الواضح والطاغي عند تحالفه مع النصرة وهزيمة «جبهة ثوار سورية» التي كان يتزعمها جمال معروف الذي حارب التنظيم آنذاك وأثيرت حوله علامات الاستفهام.
ويشكل جند الأقصى رأس حربة في جيش الفتح؛ ذلك أن معظم مقاتلي الفصيل مهيؤون لتنفيذ عمليات «انغماسية».
وبحسب المصادر وشهادات من نشطاء فإن «جند الأقصى» أعلن العام الماضي حياده في المعارك بين «جبهة النصرة» و تنظيم «الدولة الإسلامية» في ريف إدلب، ثم ما لبث أن أعلن التحالف مع «النصرة»، ضد جمال معروف.
ولم يكن «جند الأقصى» قبل الهجوم على «جبهة ثوار سورية» معروفًا؛ لأنه كان صغيراً ولم يكن قد نسج أي تحالفات، ويبقى الاختلاف الأكبر بينه وبين فصائل جيش الفتح أنه استقطب المقاتلين الأجانب «المهاجرين» بنسبة كبيرة.
وتشير المعلومات إلى قوامه العددي يترواح ما بين 800 إلى 1200 عنصر، أكثر من نصفهم سوريون، والبقية من دول الخليج والمغرب العربي.
وأمير «جند الأقصى» هو السعودي «أبو ذر النجدي» (الحارثي)، الذي كان معتقلًا في سجون بلاده لفترة، قبل سفره إلى سوريا، ويعتبر الشرعي العام للفصيل.
وقد انسحب من جيش الفتح واشترط لعودته أن «يتم إصدار ميثاق شرعي معتمد من قبل العلماء، وملزم لكافة فصائل جيش الفتح»، بالإضافة إلى إصدار بيان آخر يوجب قتال الأمريكان، والروس، ومن يناصرهم.