أُعْلِن عن تشكيل الجبهة الإسلامية في الثاني والعشرين من تشرين الثاني 2013، وضمّت فصائل تعمل في كل المناطق التابعة لسيطرة المعارضة في سوريا، وتواجدت في حلب عبر فصائل: التوحيد، وحركة أحرار الشام، ومن ثمّ لواء أحرار سوريا، الذي انضم للجبهة منتصف عام 2014.
يتمركز لواء التوحيد في حلب وريفها، وتم الإعلان عن تشكيله في الثامن عشر من تموز 2012 في ريف حلب الشمالي بهدف توحيد الكتائب المقاتلة في الريف تحضيرًا لمعركة حلب، وضمّ في تلك الفترة عددًا كبيرًا من كتائب الريف، التي كان لها الدور الرئيس في سيطرة المعارضة على الريف الحلبي، حتى بلغ عدد المقاتلين في صفوفه أكثر من سبعة آلاف مقاتل، ذوي تسليح خفيف ومتوسط، من رشاشات ثقيلة وقاذفات صاروخية مضادة للدروع، والقليل من السلاح الثقيل المصادر من مخازن ومراكز الجيش السوري النظامي، كناقلات الجند والدبابات.
ويُعتبرُ لواء أحرار سوريا النواة الأولى للواء التوحيد.
وقد قال بيان التشكيل، الذي تلاه عبد العزيز سلامة، القائد العام للواء، أن لواء التوحيد «يهدف إلى العمل العسكري الجماعي والمنظّم سعيًا لإسقاط النظام، وحماية المدنيين والأملاك العامة والخاصة، ومحاسبة كل من يعتدي على المدنيين، ومساعدة كل من يريد الانشقاق عن جيش النظام».
عُين «عبد القادر الصالح»، ابن مدينة مارع، الملقب بـ«حجي مارع»، قائدًا للعمليات العسكرية التي تتم باسم لواء التوحيد، وأصبح عضوًا في هيئة الأركان للجيش السوري الحر كممثل للجبهة الشمالية.
أصيب الصالح خلال قصف جوّي بجروح بليغة، و أعلن عبد العزيز سلامة، القائد العام للواء التوحيد، عن وفاة عبد القادر الصالح في 18 تشرين الثاني 2013، وأثّر الخبر على قوّة لواء التوحيد بشكل كبير، حيث تراجع زخم اللواء بشكل ملحوظ على الرغم من تعيين الشيخ «أبو توفيق» قائدًا عسكريًا بديلًا للصالح، وهو ابن مدينة تل رفعت في الريف الشمالي.
أدّى صدور قرار قياديي التوحيد بخوض المعركة ضد «تنظيم الدولة الإسلامية» بعد اعتداءاته على مقاتلي الفصائل ومنهم لواء التوحيد عاملًا مهمًا من عوامل استنزاف قوة لواء التوحيد إلى الحدّ الذي نراه عليه اليوم.
يقتصر تواجد لواء التوحيد الآن على جبهات المدينة القديمة وسيف الدولة (وهي جبهات هادئة نسبيًا)، وفي بعض المقرات العسكرية في مارع وعندان، المعقلين الأساسيين للواء التوحيد، كما يسيطر مقاتلو التوحيد، وإن تحت اسم الجبهة الإسلامية، على معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا قرب إعزاز، ويتميز لواء التوحيد بامتلاكه مؤسسة أمنية لا تزال قائمة حتى الآن مؤلفة من:
شرطة عسكرية تهتم بشئون الأمن العام ومراقبة التجاوزات التي ترتكبها فصائل المعارضة المسلحة، كما تعمل على فض النزاعات بين المدنيين؛ وفرع أمن الطرق، الذي يتولّى تأمين طرق المواصلات وحمايتها من قطّاع الطرق عن طريق تواجد 15 حاجزًا أمنيًا في الريف الشمالي لمدينة حلب؛ وفرع أمن الصناعة، الذي عمل على حماية الممتلكات في المنطقة الصناعية في الشيخ نجّار قبل أن تتحوّل هذه المنطقة إلى جبهة قتال.
وقبل الإعلان عن تشكيل لواء التوحيد، كان تمويل الكتائب المقاتلة الصغيرة يعتمد على مصادر ذاتية، ورجال أعمال مستقلين من سوريين مقيمين في المغترب، أو خليجيين داعمين للثورة السورية، بعد تشكيل اللواء بدأ التمويل يصل من قطر عبر شخصيات محسوبة على الإخوان المسلمين في المجلس الوطني السوري وذلك حسب مصادر محلية ومعلومات غير رسمية.