إمام مسجد لبناني سلفي التوجه، عُرف بدعمه للثورة السورية، وبدعوته لنزع سلاح حزب الله. دارت مواجهات بين أنصاره والجيش اللبناني عام 2013. اعتقل بعد عامين خلال محاولته مغادرة لبنان، وفي سبتمبر/أيلول 2017 حكمت عليه محكمة لبنانية بالإعدام.
– وُلد أحمد الأسير الحسيني في 13 أكتوبر/تشرين الأول 1968 في صيدا جنوبي لبنان، واشتهر بلقب الأسير لأن أحد أجداده أسره الفرنسيون بمالطا أيام الانتداب الفرنسي على لبنان.
والده محمد هلال الأسير عازف عود ومطرب سابق، ووالدته شيعية من مدينة صور، وقد نشأ وترعرع في منطقة حارة صيدا ذات الغالبية الشيعية.
– تلقى علومه الأولى في مدارس صيدا، ثم أكمل دراسته الجامعية في جامعة بيروت الإسلامية (كلية الشريعة) ونال إجازة في الشريعة الإسلامية ودبلوما في الفقه المقارن، ثم تولى الإمامة والخطابة بمسجد بلال بن رباح في صيدا الذي بناه مع مجموعة من أصدقائه عام 1997.
– يرى محللون أن الأسير شخصية جذبت الإعلام والأنظار وأثارت الجدل على نطاق واسع بسبب مواقفه الجريئة وتحركاته التي استقطبت أعدادا كبيرة من الناس في فترة زمنية قصيرة، كما اشتهر بمناهضة ما سماه “المشروع الإيراني” عبر إطلاقه “ثورة الكرامة” التي رفع فيها عناوين مثل إعادة التوازن بين الطوائف اللبنانية، ومعالجة السلاح خارج الدولة لا سيما سلاح حزب الله من خلال استراتيجية دفاعية.
– انخرط الأسير في صفوف الجماعة الإسلامية عام 1985، وشارك في مقاومة الاحتلال الصهيوني.
كما نفذ ما سماه “اعتصام الكرامة” الذي قطع فيه الطريق الرئيسية الرابطة بين بيروت وجنوب لبنان 35 يوما، للمطالبة بنزع سلاح حزب الله.
أثيرت العديد من الشبهات حول جهد الأسير ومصادر تمويله وتبعيته السياسية، إلا أنه أصر دائما على عدم تبعيته لأحد.
كان من الأوائل في لبنان الذين ناصروا الثورة السورية، وأطلق سلسلة من التحركات والاعتصامات والمظاهرات، أبرزها اعتصام ساحة الشهداء وسط بيروت وصلوات جمعة في بيروت وطرابلس وغيرها من المناطق ألقى خلالها خطابات عالية النبرة تهاجم النظام السوري وتدعم الثورة.
أما عن الفئات الإسلامية التي دعمت الأسير وأيدت مواقفه فهم: السلفيون وحزب التحرير والجماعة الإسلامية بلبنان (الإخوان المسلمون)، وطالما أكد الأسير أنه لا يهدف إلى النفوذ، بل إلى نشر الثقافة الإسلامية في المنطقة.
وكان اللافت في خطابات الأسير توجهه إلى المسيحيين باستمرار لطمأنتهم وحثهم على البقاء في مدنهم وقراهم، مستندا إلى أنه يسكن في منطقة مسيحية مع عائلته، ولا يكنّ أي نزعة كراهية للمسيحيين.
ووقعت في 23 يونيو/حزيران 2013 اشتباكات استغرقت ساعات بين أنصار الأسير والجيش اللبناني في بلدة عبرا قرب صيدا (كبرى مدن جنوب لبنان) إثر هجوم لجماعة الأسير على حاجز للجيش.
وأدت المعارك إلى مقتل وجرح العشرات، وتمكن الأسير وعدد من مرافقيه أبرزهم المغنيّ فضل شاكر من الفرار وتواروا عن الأنظار .
وعاود الأسير بعد ذلك إطلاق تسجيلات صوتية وتغريدات عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، ووجه في تلك الرسائل انتقادات إلى سوريا وإيران وحزب الله، إضافة إلى الجيش اللبناني الذي يتهمه “بالتواطؤ” مع الحزب، وبث من خلال حسابه على تويتر أشرطة مصورة يقول إنها تظهر مشاركة عناصر من حزب الله إلى جانب الجيش في “مجزرة عبرا”.
حُكم على الأسير غيايبا في فبراير/شباط 2014 بالإعدام مع 53 آخرين.
وبعد عامين على فراره وملاحقته من طرف الشرطة، أعلن جهاز الأمن العام اللبناني يوم السبت 15 أغسطس/آب 2015 إيقاف الأسير في مطار بيروت الدولي أثناء محاولته الهرب خارج البلاد بجواز مزور بعد أن غير مظهره.
وفي 28 سبتمبر/أيلول 2017 أصدرت المحكمة العسكرية اللبنانية حكما بالإعدام على الأسير وعدد من أنصاره، في ما يعرف بـ”أحداث عبرا” التي وقعت في 2013، وقتل فيها 18 جنديا لبنانيا بالإضافة لنحو 100 جريح.